المرأة (الكاف) – صنعة اليدين تبقى من اهم المهن والحرف المتوارثة عبر الأجيال ذات طابع وطراز متميز له من الحب والتشبث بكل ما هوتراث وأصول من تطريز يدوي، منتوجات الخيزران، الفخار التقليدي، الزربية، الصناعات التقليدية، الشاشية، الحياكة، النقش على المعادن، صناعة الأواني الفخارية، الخياطة، الغزل، كل ما هومصنوع باليد يعكس فن وتراث راق ومهارة الحرفيين وتنوع ثقافتهم واذواقهم، وتعد الكثير من الحرف اليدوية التي امتهنها المجتمع مورد رزق العديد من الناس الذين يمارسونها رغم الظروف الطبيعية القاسية وغلاء المواد الأولية إلا انها سبيل تأمن الرزق والمعيشة الكريمة.
هكذا حدثتنا السيدة سيدة اليعقوبي حرفية تمتهن حرفة صناعة المجوهرات والاقفاف بطريقة حديثة مواكبة للجيل الجديد ولحداثة العصر حيث اكدت على أنها صنعة يد 100% تونسية بتقنيات وأدوات ومهارة تونسية، فالسيدة اليعقوبي تشغل 11 حرفية (7 من المناطق الريفية و6 من المدينة) رغم الصعوبات التي تتعرض لها من غلاء أسعار ةالمواد الأولية وعدم توفرها بمسقط رأسها مما يستوجب التنقل إلى العاصمة لاقتناءها بالإضافة إلى أجور العاملات فإن مشروعها يتعرض لعدة إشكاليات علما وإنها إمرأة متزوجة وأم لاطفال لكن لم تتراجع ولم تشأ قطع ارزاق العاملات معها في هذا المشروع نظرا لتدهور الوضع المادي لأغلبية العائلات بمنطقة الكاف.
واصلت السيدة حديثها عن مشكل يعيق الحرف التقليدية بصفة عامة واصحاب المشاريع الصغرى لدى المرأة الريفية بصفة خاصة إلا وهي البيع والترويج المنتوجات.
هذا ما أكدته السيدة شريفة السلطاني حرفية في مجال التطريز على الحايك وصناعة الزربية والتي تشغل قرابة 20 عاملة، وبدورها شكت الظروف القاسية تمر بها كل الحرفيات من تكاليف مرتفعة وندرة بعض المواد التي تتطلب تكبد عناء السفر للقصيبة أوالقيروان بحثا عنها وهوما ينتج عنه ارتفاع أسعار المنتوجات إضافة إلى عملية الترويج التي باتت في أصعب المراحل، وعن مشاركتها في المعارض للتعريف بمنتوجاتها كما تمثل فرصة للحرفيات لنحت اسمائهن كعلامة تجارية واستقطاب المزيد من الزبائن فأشارت السيدة شريفة في حديثها الى اشكاليات
تعترض تطور حرفتها الا وهوالمحسوبية في المعاملة فان هذا القطاع كذلك يتطلب خوض حرب من اجل النجاح وإثبات الوجود، فالمحسوبية والتلاعب في تحديد الاماكن في فضاءات العرض تكون وفق معايير معينة تختلف حسب نوعية القرابة رغم أن الاسعار تكون متشابهة وهذا يدخل في إطار ضعف البنية التنظيمية لقطاع الصناعات التقليدية.
ومن جهة اأرى ذكرت محدثتنا أن كل مشروع متعرض للصعوبات والمشاكل لكن بالعزيمة وحب المهنة والاجتهاد يحصل المطلوب خاصة وأنه رغم العراقيل فإن شريفة تعمل بجهد متواصل لترويج منتوجاتها منها مواقع التواصل الاجتماعي.
وفيما يخص السؤال عن عزوف شباب اليوم من احتراف مثل هذه المهن التقليدية حيث انطلقت من تجربتها الشخصية وكانت وليدة عادات توارثتها منذ القدم من صبر وتركيز وفن ومهارة لتتألق في هذا المجال، يبقى ضعف الدعم والتسويق هوالهاجس المظلم جعل العديد من الحرفيات يتوقفن ويكون السبب الاساسي لهذا العزوف ونقص اليد العاملة.
هذا تقريبا مواقف الحرفيات من المعاناة اليومية، راجين لفتة من السلط المعنية لهذا القطاع للنظر في اوضاعهم الاجتماعية والمهنية.